جولة سريعة في الظهران..

تقع مدينة الظهران على بعد 5 كلم من وسط مدينة الخبر وهي تابعة لها , 

والظهران هي مركز عالمي رئيسي لصناعة النفط , حيث تم اكتشاف احتياطيات ضخمة من النفط لأول مرة في منطقة الظهران عام 1931 م، وفي عام 1934م قامت شركة Standard Oil الأمريكية بحفر أول بئر نفط إلا أن البئر والآبار التي تليه لم تعطي نتائج ايجابية حتى العام 1359هـ ­ 1938م حيث واصلت الشركة الحفر في البئر رقم ( 7 ) بعمق 4727 قدم ليتفجر البترول بكميات وافرة ,

وحينها قامت الشركة ببناء مساكن للعمال وخزانات تجمع البترول ومد خط من الأنابيب إلى ميناء الخبر لشحن الزيت بالمراكب إلى مملكة البحرين ,وقامت الشركة حينها بإنشاء ثلاثة أحياء سكنية لموظفيها وهي حي السلامة أو مايطلق عليه الحي السعودي وحي المنيرة وحي كبار الموظفين , وفي حي السلامة أنشئ مركز للشرطة في العام 1354هـ 

كما أنشئ جامع كبير في العام 1358هـ , وشهد العام ذاته إنشاء محكمة شرعية عبارة عن خيمتين..

وتم إنشاء مطار دولي في الظهران عرف بمطار الظهران الدولي حيث ترتبط المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية بالعالم من خلال هذا المطار ، 

وفي 17 أبريل 1962 أفتتح الملك سعود -رحمه الله- مباني المطار الجديدة والتي أقيمت على أرض واسعة صممها المهندس المعماري - الياباني الأمريكي: مينورو ياماساكي - على طراز فريد يجمع بين المعمار الأسلامي والمعمارالحديث فبدا بشكل رائع الهندسة والتصميم بتكلفه قدرها حوالي 11 مليون ريال. 

أخذ برج المراقبة شكل منارة، وترك فضاء مفتوح بين المبنيين الرئيسية مما مكن المسافرين من مشاهدة الطائرات تقلع وتهبط.

وأعتبر في حينها واحداً من أكبر المطارات العالمية وأجملها وأكثرها حركة حتى أنه وضعت صورة تصاميمه على ورق العملة السعودية من فئة الخمسة ريالات، وأُستلهم تصميم المطار في العديد من المباني في الشرق الأوسط.

حتى تم إغلاقه عام 1999 م ليتحول بعد ذلك إلى قاعدة عسكرية ويفتتح بدلا منه مطار الملك فهد الدولي بالدمام . 

وفي الوقت الحالي شهدت مدينة الظهران توسعا ملحوظا في العمران وزيادة في عدد السكان الذين تجاوز عددهم 100 ألف نسمة , 

وتضم الظهران العديد من المنشئات والمرافق العامة منها شاطئ نصف القمر الذي يعد من المعالم السياحية التي تتميز فيها المدينة ويبعد عن مدينة الخبر مسافة 30 كلم, 

ويضم شاطئ نصف القمر أكثر من 700 مظلة وجلسة تطل على البحر , وتم تقسيم الشاطئ إلى تسعة أقسام مع تسمية كل جزء بأسماء من البيئة البحرية, مع تزويد الشاطئ بكامل الخدمات من دورات مياه وخزانات للاستحمام ومواقف للسيارات , وإنارة متكاملة , كما تم تزويد الشاطئ بالألعاب , ومرسى للسفن والقوارب للقيام برحلات بحرية في وسط البحر , وكذلك تم عمل ساحات لركوب الدراجات النارية والدبابات البرية , وأماكن للخيول والجمال للتنزه على الشاطئ .

ومن المنابر العلمية التي تحتضنها الظهران هناك جامعة الملك فهد للبترول والمعادن التي شيدت على أعلى هضبة في مدينة الظهران وكان ذلك عام 1963م وكانت أول صرح للتعليم الجامعي بالمنطقة الشرقية وهي جامعه متخصصة في المجالات العلمية البحتة وتقديم الدراسات والأبحاث العلمية وتظم العديد من الكليات ككلية الهدنة التطبيقية والعلوم الأساسية والهندسية وتصاميم البيئة والإدارة والحاسب الآلي والإدارة الصناعية.

وتضم الظهران كذلك مستشفى الظهران العام , ومستشفى الظهران التخصصي للعيون , ومعرض ارامكو السعودية للزيت ، 

كما من المتوقع أن تشهد الظهران خلال العام القادم افتتاح واحدا من أكبر المراكز الثقافية في العالم وهو مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران , وعندما يفتح المركز أبوابه سيتيح لرواده الاستمتاع بقائمة طويلة من الأنشطة الثقافية التي تشغل مساحة 45000 متر مربع , ويضم المكتلة التي تحتوي على أكثر من 3000000 كتاب إلى جانب أرشيف إلكتروني يرتبط بمراكز المعلومات العالمية , والمركز التثقيفي الذي يحتوي أكثر من 5500 فعالية تعليمية، مع التركيز بوجه خاص على البرامج الموجهة للشباب دون سن الخامسة والعشرين , كما يضم المركز متحف يحتوي على أربعة معارض فنية تضم الفنون السعودية والشرق أوسطية، إلى جانب مجموعات من التراث الثقافي للمملكة, وقاعة كبرى لإقامة المهرجانات والفعاليات والمعارض , وساحة تضم مقاه ومحلات , ومسجد يتسع لـ 450 مصلي.